كلمة خالد عبد الشافي في المؤتمر الصحفي لقمة المعرفة ٢٠١٨

19 نوفمبر 2018

معالي الأستاذ جمال بن حويرب المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة

الحضور الكريم

تتزامن قمة المعرفة في نسختها الخامسة هذا العام مع دخول مشروع المعرفة سنته العاشرة؛ وتتشارك أهداف قمة المعرفة مع اهداف مشروع المعرفة بالتركيز على ثنائية المعرفة والتنمية في سياق تكاملي وتفاعلي يراعي خصوصية المنطقة العربية والتحديات التنموية التي تواجهها. وقد انتقل مشروع المعرفة من مرحلة الدراسات الساعية إلى استقراء الوضع المعرفي، بالتحليل والتأسيس النظريين، إلى مرحلة الرصد الفعلي والكمي للمشهد المعرفي بل وسعى إلى استشراف مستقبل المعرفة لدول العالم. وهذا ما يتيح لمختلف المعنيين في الدوائر السياسية والأكاديمية والبحثية والصناعية والاقتصادية بناء سياسات مدروسة ومدعمة بالبيانات والشواهد العلمية، ورصد أي تقدم او تراجع في القطاعات السبعة التي يعتمدها مؤشر المعرفة العالمي، وهي: التعليم قبل الجامعي، التعليم التقني والتدريب المهني، التعليم العالي، البحث والتطوير والابتكار، تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، الاقتصاد، البيئات التمكينية. وتوج المشروع هذا العام بإصدارات متميزة، الأول هو نسخة 2018 من مؤشر المعرفة العالمي التي تتضمن تحديث ومراجعة كافة البيانات بهدف الوصول إلى مؤشرات أكثر قدرة على قياس المشهد المعرفي، بمختلف تفاصيله وأبعاده على مستوى العالم. الإصدار الثاني هو تحليل لنتائج مؤشر المعرفة العالمي للعام 2017 والتي أوضحت أن مقومات مجتمع المعرفة ترتكز بشكل أساس على الثورات التي شهدها العالم في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتّصالات يقودها مستوى التأهيل الذي يكتنزه رأس المال البشري من حيث القدرة على الإبداع والابتكار وتوظيف التقانة لغايات التجديد والتطوير. من هنا بات نجاح أيّ دولة في مجاراة هذه الثورات وخاصة منها الثورة الصناعية الرابعة، يعتمد على عزيمتها على القيام بالاستثمارات في المجالات المعرفية والتكنولوجية، وقدرتها على اتخاذ القرارات اللازمة لمعالجة العقبات التي تحول دون ذلك.

وفيما يركز مؤشر المعرفة العالمي على العلاقة الحيوية بين المعرفة والتنمية لمواكبة التطور المستمر في عالمنا اليوم عن طريق قياس الوضع المعرفي الحالي، يركز الإصدار الثالث هذا العام على أهمية استشراف مستقبل المعرفة من خلال بناء نموذج جديد لقياس جاهزية الدول المعرفية آخذا في الاعتبار التطورات التكنولوجية المتسارعة وتأثيراتها القوية على القطاعات المعرفية المختلفة مستخدما البيانات كبيرة الحجم.

لقد حقق مؤشر المعرفة العالمي 2017 تأثيراً واسعاً وملموساً، خاصة على مستوى صانعي القرار والباحثين والمهتمين والعاملين في مجالات المعرفة والتنمية والتخطيط، وهو اليوم المؤشر الوحيد الذي يركّز على رصد الواقع المعرفي من منظور التنمية الإنسانية الشاملة والمستدامة.

إن المعرفة اليوم هي أساس التنمية وإن المعرفة المتكاملة كما يجسّدها مؤشر المعرفة هي المدخل إلى استنباط حلول للعديد من التحديات التي يواجهها عالمنا اليوم، بما في ذلك تحديات الأمن المائي والغذائي والطاقة والبيئة وتغير المناخ، وتحديات العدالة الاجتماعية والأمن والسلام والإرهاب؛ نحن ندرك أن هذا التحدي لن يكون سهلاً، لكنه خطوة ضرورية ومطلوبة بشدّة، خاصة في ضوء الافتقاد إلى مؤشر موضوعي ومنهجي يُعنى بالمعرفة وقطاعات المعرفة على مستوى العالم. ونأمل أننا من خلال هذه المؤشرات سنتمكن من الإجابة بصورة أفضل على أسئلة مثل موقع المنطقة العربية على خريطة المعرفة في العالم، وماهية الفرص والتحديات التي تواجه المنطقة العربية لبناء مجتمعات المعرفة.

كما أننا نتطلع قدماً إلى أن تكون نتائج المؤشر مدخلاً إلى صياغة استراتيجية مستبصره تساعد على تحفيز الدول على دعم المعرفة بمجالاتها المختلفة وتوظيفها لتكون رافدا أساسيا في بناء مجتمع المعرفة وتحقيق التنمية الإنسانية المستدامة للشعوب العربية وللعالم أجمع.

إن مشروع المعرفة هو من المبادرات القليلة – بل النادرة – التي تسعى إلى رسم ملامح رؤية جديدة لآفاق التنمية المستدامة داخل وخارج المنطقة العربية، ولم تثنه عن ذلك التحديات الصعبة والتقلبات الحادة التي تشهدها المنطقة العربية منذ بضع سنوات.

لم يكن كل هذا التميز ممكنا لولا التعاون والتشارك بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة الشريك العالمي للمعرفة التي احتضنت المعرفة وسعت إلى دعمها بمختلف المبادرات.

ونتطلع قدماً إلى مشاركتكم في فعالية الإعلان عن نتائج مؤشر المعرفة العالمي للعلم 2018 وأيضا نتائج نموذج استشراف مستقبل المعرفة في قمة المعرفة بإذن الله.