COVID-19 pandemic

إستجابة البلدان العربية إلى كوفيد-19

رفع حالة الاستعداد
استجابات متكاملة عبر قطاعات متعددة
التخطيط للتعافي العاجل

الاستجابة لمرض كوفيد-19 في المنطقة العربية

وفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية عن حالة انتشار فيروس كوفيد-19  الصادر في ٢٢ مارس ٢٠٢٢ سجلت كافة البلدان في المنطقة العربية حالات إصابة بالفيروس وكان آخرها اليمن إذ أبلغ عن اكتشاف أولى الحالات به

وعلى الرغم من امتلاك معظم البلدان في المنطقة فِرَقاً وطنية للاستجابة العاجلة للتقصي الآني لمهددات الصحة العامة وللاستجابة لها، إلا أن العاملين في تلك الفرق الوطنية يحتاجون لتدريبات محدثة لتقصي فيروس كوفيد-19 المستجد والاستجابة لتهديداته.

وتتوافر كذلك في معظم البلدان —خاصة تلك التي تشهد حالات طوارئ معقدة— أنظمة لترصد الأمراض، ولكن قد تفتقر تلك الأنظمة للحساسية اللازمة لاكتشاف الأمراض المعدية المستجدة. وتقتضي جهود ترصد فيروس كوفيد-19 المتفشي حاليا وتقصي انتشاره والاستجابة له لشكل مناسب تعزيز قدرات البلدان العربية فيما يخص ترصد الأمراض ومختبرات التحليلات الطبية.

"في الوقت الحالي، وفي تعاون وثيق مع باقي أسرة الأمم المتحدة وشركائنا الآخرين، نركز جهودنا حول ثلاث أولويات عاجلة: أولا، دعم الاستجابة الصحية للبلدان بما في ذلك شراء وتوريد المنتجات الصحية الأساسية الضرورية، تحت قيادة منظمة الصحة العالمية، وثانياً، تعزيز قدرات البلدان على إدارة الأزمة والاستجابة لآثارها، وثالثاً، معالجة الآثار الاجتماعية الاقتصادية الحرجة، الناجمة عن كوفيد-19". آخيم شتاينر، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي  

 تأثير مرض كوفيد-19على الاقتصاد في المنطقة العربية

تشير التقديرات الأولية للإسكوا إلى أن المنطقة العربية معرضة لخسارة 42 مليار دولار أمريكي من إجمالي الناتج المحلي. كما يتوقع أن تزداد معدلات البطالة في المنطقة بنسبة 1.2 نقطة مئوية بسبب تفشي كوفيد-19 هو ما يعني أن المنطقة قد تفقد حوالي 1.7 مليون وظيفة على الأقل في عام 2020.

وما بين يناير ومنتصف مارس 2020، سجلت شركات الأعمال عبر المنطقة خسائر فعلية فادحة في رأس مالها السوقي، بلغت قيمتها 420 مليار دولار أمريكي، نجم عنها خسارة بمقدار 8 بالمائة من إجمالي ثروة المنطقة.

ومن أجل التعامل مع التدهور الاقتصادي المطرد، ومعالجة الآثار الاقتصادية والاجتماعية السلبية المتوقعة على أفراد المجتمع وشركات الأعمال وضعت عدة بلدان عربية قيد التنفيذ مجموعة من التدابير لتخفيف الأضرار. على سبيل المثال، أعلنت الإمارات العربية المتحدة عن خطة لتحفيز الاقتصاد بقيمة 27 مليار دولار أمريكي، تشمل دعم المياه والكهرباء للمواطنين والأنشطة التجارية والصناعية. كما أعلنت قطر عن حزمة مماثلة بقيمة 23 مليار دولار لدعم وتوفير الحوافز المالية والاقتصادية للقطاع الخاص. وأعلنت المملكة العربية السعودية عن حزمة بقيمة 13 مليار دولار لدعم الشركات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة. وكشفت مصر عن خطة شاملة بتكلفة 6 مليار دولار لمكافحة الفيروس سريع الانتشار ودعم النمو الاقتصادي.

اتخذت معظم بلدان المنطقة إجراءات احترازية من أجل الحد من انتشار فيروس كوفيد-19 شملت إغلاق الحدود والمدارس والأماكن العامة، وتسهيل العمل عن بعد، وإلغاء الصلوات في دور العبادة لتجنب التجمعات الجماعية. وإذ تساعد تلك الإجراءات في الحد من انتشار الفيروس فمن المتوقع أن يكون لها تأثيرات سلبية على البلدان اقتصاديًا واجتماعيًا.. لذلك يٌفصِّل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي استجابته على الصعيد الدولي لتناسب احتياجات البلدان عبر المنطقة، ليدعم الخطط الوطنية للاستعداد، والاستجابة والتعافي، التي يتم إعدادها لمواجهة تحديات كوفيد-19


استجابة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لمرض كوفيد-19 في الدول العربية


في الأردن يعمل البرنامج مع الشركاء لمكافحة انتشار فيروس كورونا كوفيد-19 ودعم الأنظمة الصحية في البلاد من خلال مشروع جديد يوفر تقنيات متقدمة للتخلص الآمن من النفايات لتحسين إدارة النفايات الطبية في مرافق الرعاية الصحية.

وفي الصومال أنشأ البرنامج مركزاً للاتصالات كخط دفاع أول لمواجهة مرض كوفيد-19 في البلاد، يعمل على رفع وعي الناس بالفيروس من خلال بث مقاطع فيديو ورسوم متحركة وإعلانات إذاعية من خلال وسائط التواصل الاجتماعي.

وفي لبنان تعاون البرنامج مع هيئة الإذاعة اللبنانية الدولية(LBCI) لإطلاق حملة بدأت في 25 مارس 2020 للحد من انتشار المعلومات الخاطئة حول فيروس كورونا.

وفي اليمن تبنى البرنامج تدابير للطوارئ كافية لضمان القدرة على الاستمرار في تنفيذ مشاريعنا التي تقدم خدمات ذات أهمية حاسمة لتحسين الحياة في كافة أرجاء اليمن.

وفي السودان أعاد البرنامج توظيف مخصصات مالية لبرامج ممولة من موارده القائمة ومن موارد الصندوق العالمي لمكافحة السل والإيدز والملاريا لدعم جهود وزارة الصحة في مواجهة كوفيد-19 ولتقييم ومعالجة الآثار الاقتصادية طويلة الأمد المتوقع أن يخلفها انتشار المرض.

وفي العراق تعاون البرنامج مع فرع منظمة مراقبة حقوق الانسان (هيومان رايتس ووتش) في إقليم كردستان لتنظيم تدريب على الحياكة والتفصيل لستين من النساء في نينوى لإنتاج أقنعة الوجه اللازمة للوقاية من كوفيد-19.

 

يرجى ملاحظة أن المنطقة التي يغطيها المكتب الإقليمي لشرق المتوسط في منظمة الصحة العالمية لا تشمل الجزائر التي تدخل ضمن قائمة البلدان التي يغطيها المكتب الإقليمي للدول العربية برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والتي لا تشمل أفغانستان وإيران وباكستان

 ما هو فيروس كورونا؟

تمثل جائحة فيروس كورونا الأزمة الصحية العالمية الأهم في زمننا المعاصر. منذ ظهوره في أواخر العام الماضي في الصين، انتشر الفيروس اليوم في كل قارات العالم باستثناء القارة القطبية الجنوبية. واليوم تتزايد الحالات يوميًا في إفريقيا وأمريكا الجنوبية، بينما أصبحت أوروبا والولايات المتحدة بؤرتين جديدتين لتسارع المرض، يتم الإبلاغ فيهما عن المزيد من الحالات كل يوم بما تجاوز ما تم تسجيله في الصين في ذروة تفشي الوباء فيها.

وإذ تتسابق البلدان لإبطاء انتشار المرض عن طريق اختبار وعلاج المرضى، وتتبع المخالطين، والحد من السفر، وتقييد حركة المواطنين، وإلغاء التجمعات الكبيرة مثل الأحداث الرياضية والحفلات الموسيقية والمدارس، تتحرك الجائحة مثل موجة قد تتحطم في المستقبل ولكن ليس قبل أن تؤثر سلبا على أولئك الأفراد الأقل قدرة على التأقلم مع تبعاتها.

لكن فيروس كوفيد-19 لا يمثل أزمة صحية كبرى فحسب. فهذا الفيروس لديه القدرة على أن يخلف وراءه أزمات اجتماعية واقتصادية وسياسية مدمرة ستترك جروح ندبات غائرة في كل من البلدان التي يطالها بضغوطه.

نحن اليوم في ظروف لم نعهد مثلها من قبل. فالعديد من مجتمعاتنا اختلفت بشكل كبير عما كانت عليه قبل أسبوع. إذ أصبحت أعظم المدن في العالم مهجورة بعد أن أضطر الناس للبقاء في منازلهم، إما اختياراً أو بأمر حكومي، كما اغلقت أشهر المتاجر والمسارح والمطاعم والحانات في جميع أنحاء العالم أبوابها.

وكل يوم تفقد أعداد أكبر من الناس وظائفها ودخلها، بينما لا توجد طريقة لمعرفة متى ستعود الحياة لسيرتها الأولى. وفي الدول الجزرية الصغيرة، التي تعتمد بشكل كبير على السياحة، أضحت الفنادق فارغة والشواطئ مهجورة. وتقدر منظمة العمل الدولية أنه العالم سيفقد ما يجاوز 25 مليون وظيفة.

وإذ تشرع كل بلدان العالم في التحرك الفوري لتنظيم جهودها من أجل الاستعداد والاستجابة والتعافي، تسعى منظومة الأمم المتحدة لدعم البلدان في كل مرحلة، مع التركيز على الفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع. وسيساعد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي البلدان على الاستجابة على نحو عاجل وفعال لمرض كوفيد-19 وفاء لمهمته الأساسية في تعزيز جهود القضاء على الفقر والحد من عدم المساواة وبناء القدرات على مواجهة الأزمات ومعالجة الصدمات.