الاحتفاء بالتطوع لأجل مستقبل يشمل الجميع

5 ديسمبر 2019

في إحدى المناطق النائية من جنوب السودان، تساعد ماري في ولادة طفل مع دخول خيوط أشعة الشمس الأولى إلى عيادة الأمم المتحدة. ماري هي متطوعة متمرسة مع الأمم المتحدة من تنزانيا، تكرس وقتها للحفاظ على صحة الأمهات والمواليد الجدد. وفي شوارع نيويورك المزدحمة، يحث عماري رجلاً مسناً على إيجاد ملجأ يحتمي فيه من البرد مع تدني درجة الحرارة إلى ما دون الصفر. عماري هو طالب من العراق يدرس العدالة الاجتماعية ويتطوع بعشر ساعات من وقته أسبوعياً، يخصصها لصالح برنامج محلي للوقاية من انخفاض حرارة الجسم.

نحن نحتفل اليوم، في اليوم الدولي للمتطوعين، بجميع المتطوعين الذين يحدثون تغييراً في مجتمعاتهم كل يوم حول العالم، والذين يقدّر عددهم بأكثر من مليار شخص، يقدمون مساهمات تعادل قيمتها 2.4% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

نتعامل مع المتطوعين على أنهم من الأمور المسلم بها في الكثير من مجالات حياتنا. في آخر مرة حضرت فيها فعالية ما، كان هناك متطوع أو متطوعة على أهبة الاستعداد في حال احتاج أحد لمساعدة طارئة. وفي الوقت نفسه، فإن المتطوعين المحليين هم أول المستجيبين عند حصول كارثة طبيعية، مخاطرين بحياتهم للتخفيف عن الآخرين. اليوم هو مناسبة لنفكر في كل عمل أو نشاط تطوعي ونعطيه حقه.

من الصين إلى جمهورية الدومنيكان، ومن زامبيا إلى أفغانستان، تسلط فعاليات هذا العام الضوء على العمل التطوعي والشمول، حيث تتطلب التحديات العالمية الحالية، سواء التغير المناخي أو الفقر أو الحاجة للمساواة، تعاون الجميع لمواجهتها.

في هذا اليوم، يشير الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن "العمل التطوعي آلية قوية لإشراك الناس، لا سيما الأشخاص الأكثر تخلفاً عن الركب، في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. فحينما يتطوع الناس فإنهم يتواصلون مع الآخرين ويشيعون الإحساس بالهدف".

لطالما كان العمل التطوعي مصدراً لمشاعر عميقة بالتضامن والشمول في المجتمعات حول العالم، حيث أن التطوع هو أيضاً مدخل لتعزيز الاحترام الأصيل المتوجب لجميع الأفراد، دون تفريق على أساس الجنس أو العمر أو العرق أو الإعاقة أو الميل الجنسي. فمن خلال الأعمال الطوعية، يمكن زيادة إدماج الأشخاص المهمشين في مجتمعاتهم.

على سبيل المثال، أدت مبادرة ’’قصتها‘‘ (initiative #HerStory)، التي شارك فيها 500 محرر متطوع من جميع أنحاء الدول العربية، إلى زيادة تمثيل المرأة في ويكيبيديا العربية، وتحقيق المزيد من الشمول الجنساني في ثقافة المنطقة. وفي إطار حملة ”تيسير الوصول لذوي الإعاقة في الهند“، ساهم متطوعو الأمم المتحدة في زيادة إمكانية الوصول للأشخاص ذوي الإعاقة من خلال مراجعة إمكانية الوصول إلى 1,600 من المباني العامة الواقعة في 25 مدينة كبرى. وفي مخيمات اللاجئين في جميع أنحاء العالم، يتطوع المشردون أنفسهم من أجل تعليم الأطفال وتحسين التفاهم بين الثقافات.