برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن يفوز بجائزة أشدن الدولية للطاقة في سياق العمل الإنساني

2 يوليو 2020

صنعاء، اليمن : فاز اليوم أحد مشاريع برنامج الامم المتحدة الإنمائي بجائزة آشدن للطاقة في سياق العمل الإنساني. المشروع الفائز ساعد على تجديد الأمل في ثلاث مجتمعات محلية في مناطق النزاعات في اليمن إذ وفر حلولا لتلبية احتياجاتها من الطاقة الشمسية. وقالت هاريت لامب، الرئيس التنفيذي لجائزة آشدن "برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن هو أول فائز على الإطلاق في مجال الطاقة في سياق العمل الإنساني، لقد نال الدور القوي للمرأة في امتلاك تلك الشبكات المجتمعية المصغرة لتوليد الكهرباء بواسطة الشمس اهتمامنا واعجابنا بشكل خاص".

اعتبرت الجائزة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن من أكثر المبتكرين عالميًا في مجال خفض انبعاثات الكربون المشهود لهم بتقديم حلول عمليه وقابلة للتوسع، وكان البرنامج من بين 11 فائزًا تم اختيارهم من بين أكثر من 200 متقدم للجائزة على مستوى العالم في مجالات تعزيز قدرة المجتمعات على الصمود في وجه الأزمات وتحقيق العدالة والمساواة، والنمو الأخضر الصديق للبيئة. المبادرة الفائزة هي جزء من مشروع مشترك يديره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بعنوان" تعزيز القدرة على الصمود في الريف اليمني،" ولقد لبت تلك المبادرة احتياجين رئيسيين للمجتمعات المحلية في حجة ولحج وهما الوصول إلى الطاقة المستدامة بتكلفة ميسورة وتوفير دخل مستدام لأكثر سكان اليمن تعرضاً لظروف الضعف والهشاشة–النساء والشباب.

وبهدف خفض تكلفة الحصول على الطاقة بنسبة 65 بالمائة، عكف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على تدريب النساء والشباب على تطوير وإدارة مشاريع متناهية الصغر لشبكات الطاقة الشمسية تعمل على توفير الطاقة لمجتمعاتهم في المنازل واماكن العمل الواحد تلو الآخر. وقالت هاريت لامب " تحت أي ظرف من الظروف تمثل الشبكات متناهية الصغر لتوليد الطاقة الشمسية والمملوكة للمجتمع حلا مثالياً للطاقة منخفضة الكربون، لكنها تكتسب أهمية أكبر في ظروف الصراع والمشقة المستمرة مثل تلك التي نراها بيوم في اليمن". ولقد وفر المشروع دخلا منتظماً لحولي 2,100 شخص وأتاح لقرابة 10,000 شخص فرصة الحصول على طاقة مستدامة.

إن قيام النساء الريفيات بإطلاق مشروعات تجارية خاصة بهن هو عمل نادر في اليمن، وإذ لا تتمتع المرأة في هذا بلد بالقدر الكافي من المساواة مع الرجال وخاصة في مجال الأعمال، لم يتح هذا المشروع للنساء فرصاً لتلبية احتياجات أسرهن من الغذاء والمأوى والأدوية وغيرها من اللوازم الحيوية فحسب، بل فضلاً عن ذلك أكسبهن احترام مجتمعاتهن المحلية وأعطاهن صوتا في عمليات صنع القرار المجتمعي. وتقول إيمان هادي، مديرة المشروع "لم يكن من السهل أبداً البدء في المشروع، فلقد واجهنا الكثير من العقبات إنشاء لتجاوز النظرة المجتمعية السائدة للمرأة العاملة في اليمن".

قبل بدء الصراع في اليمن عام 2015، كانت نسبة من يحصلون على الطاقة لا تتجاوز 23 بالمائة فقط. وفاقم الصراع أزمة الطاقة في اليمن إذ ارتفعت أسعار الوقود الأحفوري بشكل كبير وزادت ظروف الحظر من صعوبة الحصول عليه. تكلفة 20 لترًا من الوقود والتي كانت تساوي 7 دولار أمريكي قبل بدء الأزمة تصل قيمتها اليوم الى 40$، وهذا إن أمكن الحصول عليها بصعوبة من محطات التزويد.

في وقت تعذر فيه وجود أي حلول أخرى مكّن المشروع الذي يديره برنامج الامم المتحدة الإنمائي المجتمعات المحلية من الحصول على الطاقة بأسعار معقولة من خلال الشبكات متناهية الصغر لتوليد الطاقة الشمسية التي تمثل حلا فريداً ومستداماً وقليل التكلفة. فمقارنة بالديزل الذي يكلف ما يوازي 42 سنت في الساعة، لا تكلف الطاقة الشمسية أكثر من 2 سنت، الأمر الذي يجعل الحصول على الطاقة في متناول الشخص العادي. وتوفر الشبكات متناهية الصغر لتوليد الطاقة الشمسية مصدراً بديلاً نظيفاً ومتجدداً للطاقة يسمح للمنازل وكيانا الاعمال في المجتمعات الريفية بتحمل تكاليف الكهرباء ولساعات طويلة.

وقال الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أوك لوتسما " الشبكات متناهية الصغر لتوليد الطاقة الشمسية التي ساعد لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في إنشائها وفرت لمجتمعات وجدت نفسها على الخطوط الأمامية للصراع حلاً وأملاً، "وأتاحت لتلك المجتمعات الفرصة لاستعادة بعض السيطرة على مستقبلها ووفرت للنساء والشباب أعمالهم الخاصة التي يفخرون بها، في أوقات عصيبة تتسم بالمشقة عدم وضوح الرؤى."

المشروع الفائز يقوم على تنفيذه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مع عدة شركاء ميدانيين بدعم سخي من الاتحاد الأوروبي. وسيساعد الفوز بجائزة آشدن البرنامج على التوسع في إنشاء الشبكات متناهية الصغر لتوليد الطاقة الشمسية في جميع أنحاء اليمن، ومما سيسهم في خفض

انبعاثات الكربون، ودعم المزيد من الأسر الضعيفة، وسيساعد على استمرار الخدمات العامة الأساسية مثل المدارس والمراكز الصحية مفتوحة خلال الصراع. ومن خلال التعاون مع القطاع الخاص، سيكون من الممكن الانتقال من الشبكات متناهية الصغر إلى الشبكات الصغيرة لتلبية احتياجات المزيد من المجتمعات.

وأضاف أوك لوتسما "هذا المشروع قد أتى في وقته، في فترة شهدت المزيد من القيود والتحديات للعديد من اليمنيين. ونأمل أن يسهم هذا العمل على إيجاد حلول محلية للطاقة المتجددة مقترنة بالفرص الاقتصادية لأكثر الفئات ضعفاً ليساعد في بناء يمنٍ أفضل."

يدعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي المتضررين جراء الصراع والحرب والجائحات الوبائية في اليمن، من الخلال التصدي للجوانب الإنسانية والإنمائية والمتعلقة بناء السلام من خلال تدخلات في مجالات تعزيز الاقتصاد والحوكمة ودعم السلام. و يعمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في جميع أنحاء اليمن لمساعدة الناس على تلبية احتياجاتهم الأساسية واستعادة سبل عيشهم وعلى دعم المجتمعات المحلية وتعزيز بناء السلام.

***

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي هو المنظمة الرائدة في الأمم المتحدة التي تكافح لإنهاء الظلم المتمثل في الفقر وعدم المساواة وتغير المناخ. من خلال العمل مع شبكتنا الواسعة من الخبراء والشركاء في 170 دولة، نساعد الدول على بناء حلول متكاملة ودائمة للناس وكوكب الأرض. تتلخص مهمة أشدن في التعجيل بإيجاد حلول مناخية تحويلية وبناء عالم أكثر عدلا. ومن خلال الجوائز والبرامج، تعمل أشدن على تشجيع ودعم المبدعين في مجال المناخ والطاقة ــ بما في ذلك الشركات، والمنظمات غير الربحية، ومنظمات القطاع العام. حول جوائز أشدن.

للمزيد من المعلومات رجاء التواصل مع

- ليان ريوس (برنامج الأمم المتحد الإنمائي في اليمن): Leanne.Rios@undp.org

- آيلا جروزدانتش (برنامج الأمم المتحد الإنمائي نيويورك): Ajla.Grozdanic@undp.org

- سو ويت ( أشدن): Sue.Wheat@Ashden.org