شراكة جديدة من أجل المناخ وأهداف التنمية المستدامة في البلدان العربية

16 مارس 2019

كلمه المدير الإقليمي مراد وهبه بمناسبة التوقيع 

مراد وهبه مدير المكتب الإقليمي للدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي خلال توقيع إطلاق المرفق الإقليمي للمناخ لتحقيق اهداف التنمية المستدامة

كلمه افتتاحية
مراد وهبه

الأمين العام المساعد للأمم المتحدة
المدير المساعد، ومدير المكتب الإقليمي للدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي
بمناسبة
إطلاق المرفق الإقليمي للمناخ لتحقيق اهداف التنمية المستدامة

| فندق انتركونتيننتال ، سيتى ستار ، مصر الجديدة ، القاهرة | 16 مارس 2019 | الساعة 13:30-14:00 |

أود في البداية أن أتقدم باسم كافة الشركاء من الأمم المتحدة عن بالغ امتناننا لمعالي الدكتور أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية ومعالي الدكتور محمود أبو زيد رئيس المجلس العربي للمياه لاستضافتهم الكريمة لهذه الجلسة الخاصة لإطلاق تلك الشراكة الجديدة التي كان لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي شرف قيادة  جهود تأسيسها مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة، وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، ومكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، وبرنامج الأغذية العالمي، والمتمثلة في المرفق الإقليمي للمناخ لتحقيق اهداف التنمية المستدامة.

يوفر هذا المرفق الجديد منبراً مهماً متعدد الشركاء لمساعدة البلدان في كافة أنحاء المنطقة العربية على تحقيق أهداف اتفاق باريس بشأن المناخ بما يعزز سعيها في الوقت ذاته لتحقيق أهداف التنمية المستدامة على نحو تكاملي.  حيث أن سعينا المشترك من أجل القضاء على الفقر وتحقيق المساواة بين الجنسين وتعزيز الأمن الغذائي والمائي وترسيخ السلام والأمن كما تقضي أهداف التنمية المستدامة، لن يكتب له التوفيق إلا بقدر نجاحنا معاً في التصدي لأزمة المناخ ومعالجة آثارها.

وتعد المنطقة العربية اليوم أكثر مناطق العالم شحاً في المياه، كما أنها أكثر مناطق العالم اعتماداً على استيراد غذائها من مصادر خارجية، فضلاً عن أن درجات الحرارة فيها ترتفع بمعدل أسرع من المعدل العالمي. وللأسف لا تقف الأمور عند هذا الحد، إذ يتفاقم هذا الوضع الخطر حيث أن معظم بلدان المنطقة التي تعد الأكثر عرضة لتغير المناخ هي أيضا ذاتها أكثر البلدان تضرراً من النزاعات.  ولذلك فإنه سيكون من الصعوبة بمكان تحقيق أهداف التنمية المستدامة وأهداف التعافي من الأزمات المتعددة التي تشهدها المنطقة، ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لبناء القدرة على الصمود في وجه التحديات المرتبطة بتغير المناخ.

ولمعالجة تلك الأسباب تحديداً جاءت فكرة هذه الشراكة لتجمع بين كل من جامعة الدول العربية، والمجلس العربي للمياه، ومنظمات الأمم المتحدة المعنية السالف ذكرها تحت مظلة المرفق الإقليمي للمناخ لتحقيق اهداف التنمية المستدامة والذي نطلقه اليوم رسمياً بدعم سخي يتجاوز 7 ملايين دولار من الوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي. ولا يسعنا هنا سوى أن نعرب لها عن جزيل شكرنا على هذه المساهمة المهمة في دعم تعاوننا المشترك لتحقيق الرفاه لشعوب المنطقة بأسرها.

ويهدف المرفق الإقليمي للمناخ لتحقيق اهداف التنمية المستدامة لمساعده البلدان العربية على تنفيذ خططها الوطنية المعنية بمعالجة تغير المناخ، والتي تعرف كذلك بمسمى المساهمات المحددة وطنياً، وعلى تطوير حلول مبتكرة لمعالجة العلاقة المتبادلة بين العمل المناخي وتحقيق اهداف التنمية المستدامة. كما ستعمل هذه الشراكة على تفعيل أدوات جديدة لإدارة المخاطر متعددة الأبعاد، ووضع نظم أفضل للإنذار المبكر، وصياغة تدابير مبتكرة للحماية الاجتماعية، تركز بشكل خاص على البلدان التي تعاني جراء النزاعات والأزمات، حتى نحقق أحد أهم وعود خطة العام 2030 للتنمية المستدامة بألا يخلف ركب التنمية أحداً في الوراء.

ومن المقدر أن تتمثل أحد أهم نتائج عمل هذه المرفق الجديد في مساعدة البلدان في الحصول على التمويل المرتبط بالعمل على قضايا المناخ، من خلال إنشاء شراكات ناجحة مع القطاع الخاص، بما في ذلك شراكات مع القطاع المصرفي وشركات التأمين والاستثمار.  بالإضافة الي ذلك، سيركز المرفق بشكل رئيسي على تقديم منح وطنية لتشجيع الابتكار المحلي من أجل استحداث سبل جديدة للعمل تتصدى لعوامل الهشاشة الاجتماعية والإيكولوجية، وخاصة في المجتمعات المتأثرة جراء تغير المناخ وتداعيات النزاعات والحروب.

حضرات الزملاء الأعزاء،

سيكون هذا العام عاماً حاسم الأهمية لتسريع الجهود المشتركة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة واتفاق باريس بشأن تغير المناخ. فكما تعلمون، سيقوم المنتدى السياسي رفيع المستوى الذي يعقد في الأمم المتحدة الصيف المقبل، باستعراض ومناقشة الاولويات الخاصة بتحقيق الهدف الثالث عشر من أهداف التنمية المستدامة والمتعلق بمعالجة قضايا تغير المناخ، كما سيستضيف الأمين العام للأمم المتحدة " قمة المناخ" والتي سيشارك فيها قادة العالم على أعلى المستويات. كذلك يجب أن نذكر أنفسنا بانه لم يتبقى سوي عقد من الزمن لتحقيق أهداف خطة العام 2030 للتنمية المستدامة واتفاق باريس بشأن تغير المناخ. ولهذا يتعين علينا حشد أقصى ما نستطيع من الجهود لتحقيق من نطمح إليه في هذا المجال.

أصحاب السعادة والمعالي، حضرات الزملاء الأعزاء،

يمثل المرفق الإقليمي للمناخ لتحقيق اهداف التنمية المستدامة نموذجا مهماً للعمل المشترك بين منظومة الأمم المتحدة والهيئات الإقليمية والشركاء الوطنيين لتعزيز سبل التعاون وتسريع التقدم نحو تحقيق نتائج ملموسة. وتقف منظومة الأمم المتحدة دائما على أهبة الاستعداد لمواصلة وتوسيع التعاون في هذا المجال الحيوي لمواجهه تغير المناخ في المنطقة من خلال هذا المرفق وغيره من المبادرات المندرجة في إطار السعي نحو تحقيق اهداف التنمية المستدامة.

وختاما أكرر شكري لجامعة الدول العربية والمجلس العربي للمياه لاستضافة هذا اللقاء المهم.

كلمه المدير الإقليمي مراد وهبه في إفتتاح الجمعية العامة للمجلس العربي للمياه