بيان حول اليمن بقلم رؤساء اللجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات

28 مايو 2020

نحن قلقون بشكل متزايد من الوضع في اليمن .
ينتشر فيروس كورونا المستجد بسرعة في جميع أنحاء البلاد التي تشهد بالفعل أكبر أزمة إنسانية في العالم، مدفوعًا بصراع بلا هوادة ولكننا على استعداد للبقاء وتقديم المساعدة المنقذة للحياة لأولئك الذين يحتاجون إليها .

على خلفية الاحتياجات الإنسانية المتزايدة خاصة بالنسبة للعائلات التي اضطرت إلى الانتقال بسبب القتال. إن الأرقام الرسمية لحالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد كوفيد- 19 اعتباراً من 28 مايو/أيار تصل إلى 253 حالة إصابة و 50 حالة وفاة .

ويجب إجراء المزيد من الاختبارات والتحاليل لتقديم صورة حقيقية للجائحة ولمعدَّل حالات الوفاة في اليمن . ولكن، كما هو الحال في البلدان الأخرى، فإن إمدادات اليمن بمجموعات الاختبار قليلة للغاية، والتقارير ال رسمية متراجعة بشكل كبير عن الأرقام الفعلية للإصابات.

وتشير الأرقام الرسمية إلى أنه قد تم تأكيد وجود حالات إصابة بفيروس كورونا المستجد  كوفيد- 19  في 10 محافظات من إجمالي 22 محافظة، مما يدل على انتشار واسع النطاق. لكن لا يزال إجراء الاختبارات وإعداد التقارير محدود ومن المرجح أن معظم مناطق البلاد قد تأثرت بالفعل إن لم يكن جميعها. وقد تم إبعاد الأشخاص الذين يعانون من أعراض شديدة مثل ارتفاع درجة الحرارة والتنفس المضطرب عن المرافق الصحية التي كانت إما ممتلئة أو غير قادرة على توفير علاج آمن .

وهناك نقص في إمدادات الصرف الصحي والمياه النظيفة. إن نصف المر افق الصحية فقط تعمل بكامل طاقتها. وتفتقر العديد من المراكز الصحية العاملة إلى المعدات الأساسية مثل الأقنعة والقفازات فضلاً عن الأكسجين والإمدادات الأساسية الأخرى لعلاج جائحة كوفيد- 19 . كما أن العديد من العاملين الصحيين وعمال الإغاثة في الخطوط الأمامية ليس لديهم معدات واقية، ومعظمهم لا يتلقون رواتب أو حوافز .

وعلى الرغم من الجهود التي يبذلها العاملون الصحيون المحليون والوكالات الدولية، إلا أن النظام الصحي يتهالك أكثر تحت الضغط الإضافي لجائحة كوفيد - 19 .
إن الصراع في اليمن له تأثير غير متناسب على النساء والأطفال. وتعد اليمن بالفعل واحدة من أسوأ الأماكن على وجه الأرض لتكون طفلاً أوإمرأة. فبعد خمس سنوات من النزاع، يحتاج أكثر من 12 مليون طفل و 6 مليون إمرأة في سن الإنجاب إلى نوع من المساعدة الإنسانية. إن صحتهم وتغذيتهم وسلامتهم وتعليمهم في خطر بالفعل مع انهيار الأنظمة بسبب القتال.
تعاني أكثر من مليونإيرما حامل من سوء التغذية. ومع انتشار جائحة كورونا في جميع أنحاء اليمن، سيكون مستقبلهم في خطر أكبر. إن هذه المحصلات هي في الغالب نتيجة الصراع. لقد دمرت الحرب التي استمرت أكثر من خمس سنوات، البنية التحتية الصحية في اليمن وعرضت اليمنيين لتفشي الأمراض وسوء التغذية بشكل متكرر، و زادت من مواطن الضعف إلى حد كبير. لا يزال المدنيون يتحملون وطأة النزاع، حيث اضطر ما يقرب من 100.000 يمني إلى الفرار من ديارهم منذ بداية العام .

إن وضع الأشخاص الضعفاء مثل النازحين أكثر من نصفهم من النساء و 27 في المائة منهن دون سن 18 ، والمهاجرين واللاجئين يثير القلق بشكل خاص حيث أنهم يواجهون عادةً صعابًا في الوصول إلى الرعاية الصحية عندما يعيشون في ظروف قاسية. يعيش معظم النازحين الذين يبلغ عددهم 3.6 مليون في ظروف غير صحية ومزدحمة مما يجعل من المستحيل الالتزام

بالتباعد البدني وغسل اليدين بانتظام. وكثيراً ما يلامون على تفشي الأمراض مثل فيروس كورونا المستجد  كوفيد- 19  والكوليرا . ولا يزال اليمن اربع أكبر نسبة نزوح داخلي على مستوى العالم بسبب الصراع.
تقوم الوكالات الإنسانية بكل ما في وسعها للمساعدة. وتوفر استجابتنا الحماية والدعم اللذان يعطيان الأولوية للأكثر ضعفًا. ويشمل ذلك كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة والنساء والفتيات. وتركِّز استراتيجيتنا لجائحة كورونا على التوسع السريع في تدابير الصحة العامة المؤكدة ضد فيروس كورونا المستجد كوفيد- 19  الكشف المبكر والاختبار، عزل الحالات المؤكدة ومعالجتها، تتبع المخالطين(؛ اوالترويج بفاعلية للنظافة الشخصية والتباعد الاجتماعي والبدني؛ تعبئة الإمدادات والمعدات المنقذة للحياة؛ الحفاظ على الخدمات الصحية والإنسانية الأساسية .

لكن يجب القيام بالمزيد في جميع مجالات التدخل. ويدعو شركاء الأمم المتحدة السلطات في جميع أنحاء اليمن للإبلاغ عن الحالات وجميع المعلومات الأخرى ذات الصلة بمنتهى الشفافية، بالإضافة إلى التكيف العاجل وتطبيق التدابير التي من شأنها زيادة منع انتشار المرض والتخفيف من أضراره. كما ندعوهم إلى اتخاذ جميع الخطوات الممكنة للقضاء على وصمة العار الاجتماعية المتعلقة بفيروس كورونا المستجد )كوفيد - 19 (، والتي تمنع الأشخاص من طلب العلاج قبل فوات الأوان .

تم نشر فرق الاستجابة السريعة لفيروس كورونا المستجد كوفيد- 19  بدعم منا، في كل منطقة وتعمل على إنشاء وحدات عزل في 59 مستشفى في جميع أنحاء البلاد. وقد قمنا بشراء ما يقرب من ربع مليون أداة للحماية الشخصية ولدينا إمدادات إضافية رهن التنفيذ، كما سنقوم بدعم 9500 عامل صحي من العاملين في الخطوط الأمامية لمواجهة فيروس كورونا المستجد  كوفيد -19 . 

كما نجحنا في إمداد 16 مليون شخص، في النصف الأ ول من شهر مايو/أيار، بالمعلومات التي يحتاجون إليها لحماية أنفسهم وأسرهم. إن المعلومات الموثوق بها ضرورية لأنها تسمح للأشخاص في المجتمعات المحلية باتخاذ قرارات مبنية على حقائق.

بالإضافة إلى الاستجابة لفيروس كورونا المستجد كوفيد- 19، مازالت وكالات الإغاثة في اليمن تقدم أيضًا أكبر عملية إغاثة في العالم. فنحن نساعد أكثر من 10 مليون شخص كل شهر. وبفضل التمويل السخي للجهات المانحة، استطعنا منع انتشار المجاعة على نطاق واسع، وسيطرنا على أكبر تفشي للكوليرا قد سجله التاريخ، كما ساعدنا العائلات التي اضطرت إلى الفرار من ديارها بسبب الصراع. ويعتمد ملايين الأشخاص على هذه البرامج من أجل البقاء. بل إن هذه البرامج أصبحت أكثر ضرورة حيث أن جائحة كوفيد- 19 تنتشر في جميع أنحاء البلاد –خاصة عندما نتذكر أن الجوع وسوء التغذية والكوليرا وحمى الضنك لم ينحسروا بعد .

للأسف، ليس لدينا ما يكفي من المال لاستكمال هذا العمل. فمن بين 41 برنامجًا رئيسيًا للأمم المتحدة في اليمن، سيتم تعليق أكثر من 30 برنامجًا في الأسابيع القليلة المقبلة حال ما لم نتمكن من تأمين أموال إضافية. وهذا يعني أن العديد من الأشخاص
سيموتون.
لم يكن لدينا أبدًا هذا القدر القليل من المال اللازم لعملية الإغاثة في اليمن وفي هذا الوقت المتأخر من العام . ستعقد المملكة العربية السعودية والأمم المتحدة مؤتمرا افتراضيا في الثاني من يونيو/حزيران. ولقد بدأ المانحون في الإشارة إلى تقديم الدعم ويتضمن ذلك تعهدًا كبيرا من المملكة العربية السعودية وإعلان عن تمويل مدى الحياة من الولايات المتحدة الأمريكية.
ولكن لا تزال التعهدات أدنى بكثير مما هو مطلوب ولم يتم دفع معظمها بعد. إن التعهدات في حد ذاتها لا يمكن أن تنقذ الأرواح . إن المجتمع الإنساني بالإجماع –وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية وغيرها- في نفس موقفنا وهو أن أكبر عملية إغاثة في العالم لا يمكنها تحمل نقص في التمويل لفترات ممتدة خلال هذه الحالة الطارئة غير المسبوقة. وتقدر وكالات الإغاثة أنها ستحتاج حتى 2.4 مليار دولار لتغطية البرامج الأساسية بدءًا من يونيو/حزيران وحتى ديسمبر/كانون الأ ول، بما فيها
البرامج لمكافحة جائحة كوفيد - 19 .

هناك العديد من التحديات التي تواجهنا أثناء تقديم الإغاثة في اليمن – بما في ذلك القيود الغير مقبولة التي تفرضها السلطات على العمل الإنساني في الشمال. ولقد عملت الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية بشكل وثيق مع الجهات المانحة لدينا لمواجهة هذه التحديات، وقد شهدت تقدمًا ملموسًا مؤخرا. هناك حاجة إلى الكثير والمزيد. وتقوم الوكالات بتحديد مخاطر برامجها وتخفيفها، فعندما تكون مستويات الخطر مرتفعة للغاية، تتم إعادة صياغة البرامج. كلنا ملتزمون بضمان وصول المساعدة
حيثما ينبغي. وسيستمر هذا العمل.

كما أننا نبذل قصارى جهدنا لضمان حصولنا على الخدمات اللوجستية اللازمة لتقديم الاستجابة الأكثر فاعلية – بما في ذلك رحلات الركاب المنتظمة والإمدادات السريعة لتزويد الأكسجين عالميا والإمدادات الطبية الأخرى. ويجب أن نعمل جميعًا سويًا لدعم هذه الأنظمة الأساسية.

لقد حقق العاملون في المجال الإنساني نجاحًا ملحوظًا في تخفيف بعض عواقب الأزمة اليمنية الأكثر سوءًا على المدنيين. ولكن الحل السياسي فقط هو الذي يمكنه إنهاء الأزمة نهائيًا. نحن بحاجة إلى وقف الأعمال العدائية في جميع أنحاء البلاد لتلبية الاحتياجات الإنسانية المت ا زيدة باستمرار.

إذا كان هناك أية فرصة لنجاح العملية السياسية، فيجب الحفاظ على استقرار الوضع الإنساني. ولدينا المهارات والموظفين
والقدرة للقيام بذلك. ولكن ما لا نملكه هو المال .

إن الوقت يداهمنا.
ونطلب من المانحين التعهد بسخاء والمبادرة إلى دفع هذه التعهدات.
***
الموقعون
• السيدة/ آبي ماكسمان، رئيس اللجنة التوجيهية للاستجابة الإنسانية ) SCHR (، رئيس منظمة أوكسفام أمريكا والمدير
التنفيذي له ا
• السيد/ أخيم شتاينر، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ) UNDP )
• السيد/ أنظونيو فيتورينو، المدير العام لمنظمة الهجرة الدولية ) IOM )
• السيدة/ سيسيليا خيمينيز داماري ، مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان للنازحين داخليا
• السيد/ ديفيد بيزلي، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ) WFP )
• السيد/ فيليبو جراندي، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ) UNHCR )
• السيد/ جاريث ب ا ريس-جونز، السكرتير التنفيذي للجنة التوجيهية للاستجابة الإنسانية ) SCHR )
• السيدة/ هنرييتا فور، المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة ) UNICEF )
• السيد/ إغناسيو باكر، المدير التنفيذي للمجلس الدولي للوكالات التطوعية ) ICVA )
• السيدة/ إنجر أشينج، الرئيسة التنفيذية لمنظمة إنقاذ الطفولة الدولية
• السيدة/ ميمونة محمد شريف، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية ) UN-Habitat )
• السيد/ مارك لوكوك، منسق الإغاثة في حالات الطوارئ
• السيدة/ ميشيل باشليه، الموضة السامية لحقوق الإنسان ) OHCHR )
• الدكتورة/ ناتاليا كانيم، المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان ) UNFPA )
• السيد/ كو دونغيو، مدير عام منظمة الأمم المتحدة للأغذية والز راعة ) FAO )
• السيد/ صامويل ورذينجتن، الرئيس التنفيذي لتحالف إنترأكشن
• الدكتور/ تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية ) WHO