دعوة إلى المساواة: تعميم منظور النوع الاجتماعي في بناء السلم المجتمعي على المستوى المحلي في العراق

1 يوليو 2021

Photo: FBA Training, 2021.

لإحداث تغيير ايجابي مستدام، ينبغي مراعاة منظور النوع الاجتماعي عند العمل مع كافة فئات المجتمع، ولتعزيز هذا المنظور قام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق، بالشراكة مع أكاديمية فولك بيرنادوت وجمعية التحرير للتنمية، بتدريب 21 ممثلاً لمنظمات المجتمع المدني على مراعاة تعميم منظور النوع الاجتماعي عند تصميم مبادرات السلم المجتمعي. حضر المشاركون من محافظات ديالى، ونينوى، وصلاح الدين، وكركوك، والأنبار، وأربيل وذلك في الفترة من 15 إلى 17 حزيران 2021 في اربيل.

تضمن التدريب نقاشاً معمقاً عن مفهوم النوع الاجتماعي، واختلاف تأثير النزاعات على حياة الرجال والنساء، وعلى أطر السياسات الوطنية والدولية الخاصة بالنوع الاجتماعي، والهياكل المؤسسية الداعمة لتعميم مفاهيمه. وقدم موظفو أكاديمية فولك برنادوت التدريب عبر الإنترنت من السويد، وقامت المستشارة إلهام مكي بادارة الجلسات.

يقول السيد طالب صبح، مدير مشروع اكاديمية فولك برنادوت في العراق: "للمنظمات المجتمعية دور أساسي عند إضفاء الطابع المؤسسي وتطبيق الأدوات لتعزيز التدابير الخاصة بالمساواة بين الجنسين ضمن جهود تعزيز التماسك المجتمعي. فهي التي تعرف مجتمعاتها، وهي القادرة على تطبيق هذا المنظور على المستوى المحلي."

اما إلهام مكي مدرسة ومنسقة الدورات من الأكاديمية، فهي نموذج للنساء في التغلب على الصعاب لتحقيق النجاح في بيئة ليست مواتية لتمكين المرأة، فانها تصف تعميم منظور النوع الاجتماعي بأنه رؤية رجال ونساء ناشطون في كل المواقف، ولهم القدرة على ايصال أصواتهم.

"أنا من أسرة شديدة الفقر. تلك كانت حياتي وليس قراري. فقد نشأت في أسرة لا تتوقع أن يكون للفتاة شأن ذو أهمية. في العراق، وليس لديك الخيار أن تسألي نفسك كل صباح ماذا تريدين أن تصبحي عندما تكبرين."

تعمل ناغان، من نينوى، مع منظمة "وصل تصل" غير الحكومية وتؤكد أن المنظمات بحاجة لمعرفة المزيد عن النساء لفهم كيف يمكن أن يصبحن أكثر فاعلية في المجتمع.

"عندما نتحدث عن النساء فنحن نتحدث عن نصف المجتمع، لذلك من المهم جداً أن يعرفن أدوارهن ومسؤولياتهن، وذلك ايضا ينطبق على الرجال. وعلى جميع الرجال إدراك أهمية مشاركة النساء في بناء السلام كي نتمكن من تحقيق التوازن، وهو ما ينعكس إيجابياً على المجتمع المحلي في العراق."

يعمل عمر، من الأنبار، مع "مؤسسة الحق لحقوق الإنسان"، ويرى أن معظم آثار النزاعات في العراق تقع على كاهل الفئات المهمشة.

"ما زالت جهود إعادة دمج وتعافي هذه الفئات مما حل بها غير كافية بعد. ولذلك، علينا نحن الناشطون المدنيون تقديم المزيد لضمان تعافي المجتمع من النزاع وأن يعيش كل الناس بسلام."

يعمل محمد، من كركوك، مع منظمة "رابطة الغد لرعاية المرأة والطفل"، ويبين أهمية إدراج اعتبارات النوع الاجتماعي للمستفيدين عند البدء بتصميم اي مشروع او مبادرة .

"نظراً لوجود فجوة في هذا القطاع، يجب توعية مناطقنا المستهدفة بأهمية تعميم منظور النوع الاجتماعي وما يعنيه ذلك."

أطلق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق في عام 2020 برنامج تعزيز التماسك المجتمعي ومدته 5 سنوات لتعزيز وجود مجتمعات اكثر قوة، وسلمية، وتماسكاً في العراق. وفي أيار (مايو) 2021 تم توقيع مذكرة تفاهم بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق، وأكاديمية فولك برنادوت لتعزيز القدرات المحلية لبناء السلام في العراق مع التركيز على تعميم منظور النوع الاجتماعي.