احمد شاب يقهر اعاقته

"اصبحت معتمدا على نفسي، واهلي واصدقائي فخورين بي لأنني تغلبت على اعاقتي البدنية"

31 مايو 2018

يتحدث احمد مع أحد عملائه في محل صغير افتتحه في مديرية المعلا في عدن بتمويل من حكومة اليابان عبر برنامج الامم المتحدة الانمائي ومؤسسة للجميع لمشروع تحقيق الاستقرار في اليمن. يعاني احمد من تشوه خلقي في اطرافه الاربعة. لديه الان مصدر دخل مستدام يمكنه من عيش حياة كريمة واتمام دراسته الجامعية.

يبلغ احمد من العمر 30 عاما ويسكن في مديرية المعلا في عدن مع ابيه وأمه واخاه الاصغر في منزل صغير. ولد وهو مصاب بتشوه خلقي في اطرافه الاربعة وأصبح الكرسي المتحرك رفيقا ملازما له في كل مكان ليدرس ويبحث عن مصدر رزق لإعالة لأسرته.

"لقد ولدت بهذا الحال. لا أستطيع تحريك ساقاي لإصابتهما بتشوه خلقي وكذلك يداي وذراعاي الا انني أستطيع استخدام يدي لامساك الأشياء،" يقول احمد.

كان شغوفا بالهندسة منذ طفولته. وعلى الرغم من اعاقته استطاع احمد عبر اصراره وعدم اذعانه للفشل ان يتغلب على العديد من التحديات التي تحول دون ان يصبح عضوا فعالا في المجتمع. يقول احمد "عمد اصدقائي الى القدوم الي كل صباح ليدفعوا كرسيي المتحرك الى المدرسة. لقد كنت شغوفا بالدراسة للغاية وأردت ان أصبح مهندسا عندما أكبر". اعتدت اصلاح الاجهزة الكهربائية في منزلي وحل مشاكل الهواتف النقالة الخاصة بأصدقائي".

بدى مستحيلا على احمد ان يدرس الهندسة بسبب اعاقته وبعد موقع الكلية الواقعة على أطراف المدينة. يقول احمد "اضطررت الى دراسة علم الاجتماع وهو الخيار الثاني المفضل لدي، بيد ان الهندسة هي خياري الاول وهي جزء مني". ويتحدث باستفاضة قائلا "لطالما بدا غريبا للزملاء قدرة شخص مثلي على اتمام دراسة أربع سنوات جامعية، لقد استطعت التكيف مع ذلك لأني شخص اجتماعي وودود مع الجميع. لقد تأقلمت مع الوضع وكسبت احترام اصدقائي الذين أسهموا اسهاما كبيرا في نجاحي".

لم تفرق الدراسة الاكاديمية بين احمد وشغفه بهندسة الاجهزة الالكترونية. لقد فكر في بناء قدرته في صيانة الهواتف النقالة كي يعمل في المجال الذي يستحوذ على اهتمامه. وتوفير مصدر دخل وتخفيف عبء تكاليف الدراسة عن كاهل ابيه.

يقول احمد "ابي وامي متقاعدان ومعاشيهما بالكاد يكفيان لتغطية الاحتياجات الاساسية للأسر. لطالما اردت انشاء مشروع صغير يوفر مردودا كافيا لجميع افراد العائلة. ولذلك، كان جل حلمي الحصول على منحة مالية تساعدني على تحقيق هدفي في ان أصبح مستقلا وافتتح محلا صغيرا لصيانة الهواتف النقالة".

في اغسطس العام 2017، علم احمد ببرنامج تحقيق الاستقرار عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتقدم بطلب للحصول على منحة مالية لتمويل مشروعه الاصغر لصيانة الهواتف النقالة ومستلزماتها، وبعد المقابلة قبل طلبه والحق بالبرنامج.

التحق احمد بالبرنامج التدريبي لصيانة الهواتف النقالة لمدة اربعين يوما وتلقى تدريبا في ادارة الاعمال نفذه أحد شركاء برنامج الامم المتحدة الانمائي وهي مؤسسة من اجل الجميع.

تمكن احمد بعد ذلك من وضع خطة لمشروعه التجاري ومنح 800 دولار امريكي لإطلاقه.

"اسهمت دورات التدريب المهني والتجاري في توسيع معرفتي في مجال صيانة الهواتف النقالة وادارة المشاريع الصغرى وحققت المنحة المالية احلامي. لقد افتتحت محلا في الجزء الامامي من منزل اسرتي واحضرت معدات الصيانة ولوازم الهواتف النقالة. يأتي الي الناس لإصلاح هواتفهم وشراء لوازمها او شحن جوالاتهم بمقابل مالي ودفع رسوم هواتفهم الارضية والانترنت عبر برنامج في حاسوبي مقابل عائد بسيط،" يقول احمد بحماس.

"اصبحت شخصا معتمدا على ذاته الان واتحمل تكاليف دراستي الجامعية من مشروعي الخاص. ان جميع افراد عائلتي واصدقائي فخورين بي لأني استطعت قهر اعاقتي البدنية من خلال تحقيق هدفي. يثق الناس بأنني أستطيع اصلاح هواتفهم بنجاح. شكرا لحكومة اليابان وبرنامج الامم المتحدة الانمائي ومؤسسة من اجل الجميع لمساعدتي على تحقيق حلمي وتوفير مصدر دخل مستقر لي. خطتي المقبلة هي بناء قدراتي ومهاراتي عن طريق اخذ دورات في صيانة الكمبيوتر واللغة الانجليزية والعمل جاهدا على توسيع عملي التجاري في المستقبل،" يقول احمد.

***

تم تصميم برنامج دعم الاستقرار في اليمن لزيادة الفرص الاجتماعية والاقتصادية ، وتحسين تقديم الخدمات الأساسية وتعزيز الحماية المجتمعية. بتمويل من حكومة اليابان ، يقوم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بتنفيذ هذا المشروع الذي تبلغ تكلفته 20 مليون دولار أمريكي بالشراكة مع مؤسسة من أجل الجميع وأوكسفام.