تنسيق الاستجابة للحالات الطارئة: كيف يتصدى العاملون في الخطوط الأمامية لفيروس كورونا في العراق

17 نوفمبر 2020

نظراً لسرعة انتشار فيروس كورونا، فإن ابتكار طرق جديدة للحث على التباعد الجسدي بين الاشخاص أمر ضروري. ولأن البنى التحتية للاتصالات تلعب دوراً هاماً في وصل الناس ببعضهم البعض ومع مسؤولي السلطة، فقد ركز برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على تعزيز قدرة الحكومة العراقية على التصدي للأزمات والاستجابة للحالات الطارئة، مع التركيز على المؤسسات الصحية التي دأبت على محاربة فيروس كورونا منذ اجتياحه البلاد مطلع العام الجاري 2020.

باشر مشروع البيئة والطاقة وتغير المناخ التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي نصب معدات الاتصالات اللاسلكية في مبنى مجلس محافظة بغداد ومبنى دائرة صحة الكرخ، كجزء من خطة تنسيق استجابة الحكومة العراقية للحالات الطارئة في حال انهيار سد الموصل. وامتدت الخطة لتشمل نصب معدات مماثلة في محافظات صلاح الدين ونينوى التي ستكون الأشد تأثراً في حال انهيار السد. وما ان اجتاح فيروس كورونا البلاد، تم استخدام المعدات التي نصبت في مواجهة تفشي الفيروس وتنسيق استجابة الجهات المعنية للجائحة.

وفيما يلي بعض إجابات المدير العام لدائرة صحة الكرخ، الدكتور جاسب لطيف:

كيف استخدمتم المعدات اللاسلكية التي تم نصبها في مبنى دائرة صحة الكرخ لمواجهة فيروس كورونا؟

استخدمنا هذه المعدات للتواصل مع المستشفيات الأخرى إلكترونياً لأننا لم نعد قادرين على عقد الاجتماعات التقليدية بسبب تفشي فيروس كورونا وتطبيق حظر التجول والتباعد الاجتماعي. لقد ساعدتنا المعدات في تنسيق استجابتنا بشكل أسرع، مما مكننا من السيطرة على تفشي الفيروس، وخصوصاً في العاصمة بغداد.

كيف تمكنتم من التعامل مع العقبات التي تزامنت مع تفشي فيروس كورونا وإيجاد حلول للعقبات التي تواجه عمل القطاع الصحي في العراق؟

انها المرة الأولى التي نواجه فيها مثل هذا الوباء الخطير الذي انتشر في جميع انحاء العالم بما في ذلك العراق خلال فترة قصيرة. لقد فاجأ الفيروس العالم بأسره لكونه مرضاً غريبا غير مسبوق ويختلف عن الامراض الأخرى التي اعتدنا التعامل معها. مع ذلك، وبفضل المعدات التي تم تزويدنا بها، تمكنا من تنسيق استجابتنا وتوجيه جهود جميع الكوادر الطبية لتلبية الاحتياجات اللازمة للمراكز الصحية والمستشفيات في الوقت المناسب.

هل مكنتكم المعدات التي تم تزويدكم بها من السيطرة على تفشي الفيروس؟

لو لم يتم تنسيق استجابتنا، لكان الوضع أسوأ بكثير ولما كنا لنسيطر على عدد الحالات المصابة بالفيروس. في بادئ الأمر، لم تكن مستشفياتنا على استعداد لمواجهة الجائحة، كنا في حاجة الى الادوية اللازمة لعلاج المرضى كما احتجنا الى سعات سريرية إضافية لعزل المرضى والعناية بهم. لقد زودتنا الجهات الداعمة لنا كبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بمعدات الاتصالات الالكترونية إضافة الى الأدوية ومعدات طبية أخرى كنا في حاجة ماسة اليها كأجهزة التنفس الاصطناعي. لقد ساعدت جهود جميع من دعمونا في السيطرة على تفشي الفيروس وتقليل نسبة الوفيات بين المصابين بشكل كبير.

كيف سيستفيد المواطنون من هذه المعدات؟

لقد ساعدت هذه المعدات في حماية المواطنين من الإصابة بفيروس كورونا وستساعد مستقبلاً في تحسين استجابتنا للحالات الطارئة حال حدوثها، ان تنسيق استجابة الكوادر الصحية لم يشمل العناية بالمرضى فحسب بل تضمن كذلك نشر الوعي لدى المواطنين في مناطق العاصمة لحمايتهم من الإصابة بعدوى الفيروس.

كيف تصف وضع القطاع الصحي في العراق وسط تفشي فيروس كورونا؟

إنه لمن الصعب التعامل مع الامراض التي ليس لها علاج، بما في ذلك فيروس كورونا الذي فاجأ العالم أجمع. ولا يخفى لدى الجميع ان القطاع الصحي في العراق يواجه تحديات ومصاعب عدة، ومع ذلك، نحن نعمل للتغلب عليها ومواصلة تزويد المواطنين بالخدمات الصحية اللازمة.

كيف يمكن استخدام هذه المعدات في المستقبل؟

في حال حدوث أي طارئ، يمكننا الان الاستجابة بشكل أسرع بعد اكتسابنا للخبرات اللازمة وتوافر المعدات اللازمة. بفضل الدعم الذي تلقيناه، أصبحنا الان على أتم استعداد لمواجهة حالات الطوارئ في العراق، بما في ذلك ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا من جديد.

حول عمل مشروع البيئة والطاقة وتغير المناخ التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق:

يدعم مشروع البيئة والطاقة وتغير المناخ التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق جهود الاستجابة لحالات الطوارئ والكوارث في العراق. حيث تم تزويد محافظات بغداد وصلاح الدين ونينوى بالمعدات اللازمة لتنسيق الاستجابة للحالات الطارئة بين أصحاب الشأن، بدعم سخي من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. وسيتم نصب معدات مماثلة في مواقع أخرى ضمن هذه المحافظات الثلاث لضمان أقصى درجات الاستعداد لمواجهة أي طارئ.