في كانون الثاني (يناير) 2020، تعاون برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة هيومن رايتس ووتش في اقليم كردستانلتدريب ستين امرأة في نينوى على الخياطة والتفصيل في ورشة تدريب استمرت عشرة أيام. لم تكن تلك النسوة يدركن وقتها مدى مساهمة مهاراتهن التي اكتسبنها حديثاً في مكافحة وباء فيروس كورونا (كوفيد 19) الذي يجتاح العالم حالياً.

لقد سجلت منظمة الصحة العالمية، منذ 25 آذار (مارس) 2020 أكثر من 400,000 إصابة بفيروس كورونا منها 18,000 وفاة مثبتة. وقد طال الوباء 197 دولة ومنطقة وإقليماً، منها العراق. وعندما أوكل لشركة أدوية تعاقدت معها مديرية الصحة في نينوى لإنتاج خمسة ملايين كمامة طبية صالحة للاستعمال لمرة واحدة في التصدي لانتشار وباء كورونا، جرى توظيف ثلاثون امرأة ممن تدربن حديثاً للاستفادة من مهارتهن في إنتاج الكمامات. وبعد توعيتهن بالمعايير الصحية وطبيعة البيئة المطلوبة لإنتاج الكمامات، بدأن الخياطة وينتجن الآن ألاف الكمامات يومياً في ظروف مراقبة صحياً.

تساهم هذه النساء الماهرات، من خلال العمل بسرعة لإنتاج المستلزمات الحيوية للحماية الشخصية رغم حظر التجوال في محافظة نينوى، مساهمة مباشرة في كبح جماح فيروس كورونا في العراق.

تقول أسيل، 45 عاماً: "أنتجنا آلاف القطع وسلمنا الجزء الأكبر منها إلى مديرية صحة نينوى. كما تتلقى بعض المنظمات الأخرى الكمامات منا وتوزعها مجاناً على السكان ومخيمات النازحين".

ولم يقتصر تدريب الخياطة والتفصيل على تمكين ستين امرأة من اكتساب قدرات جديدة، بل زرع فيهن الأمل في المستقبل. تأتي مشاريع التنمية المستدامة هذه في طليعة أولويات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق. تقول نورا، 37 عاماً: "أعمل على تطوير مهنة الخياطة لدي، وأود في المستقبل فتح مشغل للخياطة أو مصنع صغير".

إن تنظيم وتسهيل عمل ورشات التدريب على تنمية المهارات مع منظمة هيومن رايتس ووتش في اقليم كردستان هو جزء من مشروع يقوده برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق ضمن إطار مشروع التماسك الاجتماعي الذي يهدف إلى تعزيز بيئة تمكين السلام والتماسك الاجتماعي في كافة أنحاء العراق.