التغلب على الصدمات

22 سبتمبر 2021

صور من الدعم الذي تقدمه برامج النقد مقابل العمل في العراق للتغلب على الفقر والصدمات، إلى جانب بناء القدرة على الصمود على المدى البعيد

لا يزال العراق يواجه كثيراً من التحديات أمام إعادة الإعمار بعد نحو أربع سنوات على النهاية المعلنة للصراعحرب معضد تنظيم الدولة الإسلاميةداعش. فهناك سبعة ملايين عراقي (نحو ربع سكان العراق) يعيشون في فقر ولا يوجد سوى القليل من الوظائف اللائقة بينما يكافح الاقتصاد من أجل التعافي.

وحتى قبل وباء كوفيد-19، الذي تسبب بخسارة سبل العيش وتدني الدخل، تشير التقديرات إلى أن قرابة 14% من سكان العراق عاطلون عن العمل، وثمة اعتقاد بأن النسبة أعلى بكثير في بعض المناطق.

ولدعم سكان ديالى وصلاح الدين من أجل التعافي، دخل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مع مجلس اللاجئين الدنماركي في شراكة تهدف إلى توفير مساعدة فورية لسبل العيش بتمويل من وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية، من خلال بنك التنمية الألماني.

دعم التعامل مع الصدمات

يقول عباس، 31 عاماً، من الخالص في ديالى: "شخص الأطباء إصابة ابني بمشكلة في الكلى وتطلب علاجه مالاً كثيراً لم أكن أملكه. ولا أزال إلى الآن أسدد ]القرض الذي أخذته لهذا الغرض[". وقد اضطر إلى ترك وظيفته عمله في البناء بعد إصابته. والمؤسف أن هذا لم يكن آخر المصاعب التي واجهت أسرته.

بعد فترة وجيزة، مرضت ابنته أيضاً واحتاجت إلى أدوية باهظة الثمن. وساعد برنامج النقد مقابل العمل، الذي يركز على توفير فرص سبل العيش الفورية، عباس في تأمين نفقات أطفاله الطبية والبدء بتسديد ديونه. يدعم هذا النوع من المساعدة الأسر الضعيفة لتلبية احتياجاتها العاجلة.

نساء في مواجهة التحديات

تواجه النساء تحديات معينة بفعل الأعراف السائدة، مع العلم بأن 10% فقط من الأيدي العاملة العراقية هي من النساء. وهذا غالباً يجعلهن عنصراً ضعيفاً في مواجهة الصدمات والفقر، لا سيما عندما يزيد النزوح وطأتها. لكن عمل كثير من النساء يقدم المصدر الوحيد لدخل أسرهن.

تبلغ نائلة السادسة والعشرين من العمر ولا تزال تعاني من النزوح بسبب الصراع، وهي المعيلة الوحيدة لأسرتها. يساعد دخلها في إعالة والدها الضرير، بالإضافة إلى أمها وأخواتها الصغيرات، حيث يعيشون في منزل مستأجر في تكريت، صلاح الدين، على بعد أقل من ساعة بالسيارة من قريتها الأصلية. نائلة وأسرتها غير قادرين على العودة إلى ديارهم بسبب دمار منزلها وقلة سبل العيش في المنطقة.

تقول نائلة: "عندما استولى داعش على المنطقة، أمروا السكان بالمغادرة. هربنا وتركنا كل ممتلكاتنا وبقينا بعيدين أربع سنوات. وعند عودتنا إلى تكريت، علمنا بدمار قريتنا وأنه لم يبق لنا فيها ما نعود إليه."


تدير نائلة الآن صالون حلاقة صغير في جزء من منزلها. وبفضل الدخل المادي من فرص النقد مقابل العمل، تمكنت من إعالة أسرتها.

دعم بناء القدرات وتعافي المجتمع في المدى البعيد

مع أن هذه الفرص تساعد في تلبية احتياجات المدى القريب، فإنها قادرة على وضع الأساس لبناء القدرات في المدى البعيد. فنائلة مثلاً، تمكنت من شراء بعض المواد والأدوات التي ساعدتها في تحسين وتطوير صالونها. وهذا كما تقول "جعل مشروعي أفضل من قبل وأشعرني بأنني أكثر قوة في مواجهة صعوبات الحياة".

ومن ناحية أخرى، بعد علاجه لابنته، ينوي عباس فتح مشروع خاص به، وهو محطة لتنقية المياه.

نشرت هذه القصة أولاً من قبل المجلس الدنماركي للاجئين. اقرأها هنا.