سلوفينيا تتعاون مع البصرة والأنبار

مثلث تعاون في العراق

21 سبتمبر 2021

يعمل مشروع التوأمة التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق كحلقة وصل بين السلطات المحلية في العراق ونظرائهم الأوروبيين للتعاون وتبادل الخبرات في مجالات متنوعة.

في حالة سلوفينيا، يعمل اتحاد البلديات والبلدات السلوڤينية مع شركائه بشكل متزامن مع محافظتين عراقيتين، هما البصرة والأنبار، على جبهتين مختلفتين.

عانت البصرة من البطالة لفترة طويلة، ويعود ذلك بشكل أساسي إلى ظرفها الاجتماعي والاقتصادي، فضلاً عن اعتماد اقتصادها الأساسي على قطاع النفط.

ثاني أكبر مدينة في العراق وموطن أكبر حقول النفط في البلاد وأكبر شركة نفط وطنية، ومع ذلك فإن قطاع النفط فيها يفشل في تلبية الطلب على العمالة للسكان المحليين. المدينة في حاجة ماسة للتدخل والحلول المستدامة طويلة الأمد.

تعمل جمعية البلديات والبلدات في سلوڤينيا، وهي من بلد به نسبة بطالته بين 7-9%، مع محافظة البصرة لتوفير المعرفة اللازمة من خبرتها في مجال التوظيف. ومن الجدير بالذكر أن المحافظة العراقية قامت باختيار مجال التعاون هذا.

سيؤدي تبادل الخبرات والاستراتيجيات بين الشريكين إلى اتخاذ إجراءات ملموسة للمجتمع المحلي، حيث وجد ممثلو محافظة البصرة أن هناك إمكانات كبيرة في المنطقة لإنشاء حاضنة أعمال لتعزيز توظيف الشباب، والتي ستستضيف منصة توظيف سهلة الاستخدام عبر شبكة الإنترنت متاحة للباحثين عن عمل وأصحاب العمل كذلك في البصرة.

سيتم تقديم المنح المالية المباشرة للسكان المحليين من خلال مسابقات محلية، وستكون بمثابة دفعات أولية لتطوير وتمويل مشاريعهم الخاصة. كلتا المبادرتين ستشجع بقوة مشاركة المرأة.

التقى ممثلو محافظة البصرة وخبراء ورؤساء بلديات من سلوفينيا في أربيل خلال ورشة عمل استمرت أربعة أيام للبحث في طرق إنشاء حاضنة أعمال في المحافظة، وتصميم الخطوات الأولى لخطة عمل تنفيذ تلك الحاضنة ومنصة الإنترنت في البصرة، ومحاكاة النهج التشاركي المالي وهي طريقة لصنع القرار اللامركزي، والتي ستكون على شكل دعم مالي للمواطنين المحليين أصحاب أفضل أفكار لمشاريع، والتي يتم اختيارها في مسابقة مفتوحة.

كما يتعاون اتحاد البلديات والبلدات في سلوڤينيا وشركائه في الاتحاد الأوروبی مع محافظة الأنبار في مجال الزراعة.

لقد عانت هذه المحافظة العراقية بشدة من عواقب الحرب، وكان آخرها مع احتلال داعش الذي أدى إلى تدمير البنية التحتية الحيوية، وتشريد أكثر من ستة ملايين شخص، وتراجع اقتصادي.

المنطقة التي كانت ذات يوم خصبة بشكل استثنائي ولديها إمدادات مياه كافية من نهر الفرات والبحيرات المحيطة بها، تعاني اليوم من الجفاف المستمر وتراجع الإنتاج الزراعي. قبل الحرب، كان معظم سكان المنطقة يعملون بالزراعة، وخاصة النساء ، حيث أكثر من 40 في المائة منهن كانوا يعملن بنفس المجال.

المحافظة بحاجة إلى طرق جديدة في الإدارة الزراعية. هذا هو المكان الذي سيساعد فيه الطرف السلوفيني. يتمثل دور الجانب الأوروبي في تقديم أمثلة على أفضل الممارسات، وتقديم المساعدة في بوضعها  بالسياق المحلي وتنفيذ نموذج قابل للتطبيق في الأنبار، وإشراك المواطنين في صنع القرار.

ومن الأمثلة على ذلك، إنشاء تعاونية للمزارعين يملكها المزارعون. مبادرة يمكنها تنمية كفاءاتها وتوجيه مستقبل الزراعة في الأنبار، بالإضافة لتوفيرها طعام محلي عالي الجودة بسعر مناسب للسكان المحليين، ومواجهة التحديات المشتركة.

يهدف مشروع التوأمة إلى تطوير المشاريع والخدمات وتحسين سبل العيش العراقية. يتم تنفيذ هذه المبادرة في إطار برنامج دعم التعافي العراق واستقراره عبر التنمية المحلية، بتمويل من الاتحاد الأوروبي وتنفيذ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق.